هل صحيح أننا عائدون؟
بمناسبة ذكرى النكبة
وباسم كل لاجئ اكتب لكم
كم تكرر الحلم نفسه فصار سرابا، وكم صافح لاجئ آخر وتمنى له عودة في عامه اللاحق، وجاء عامه اللاحق واللاحق— وكم من مناسبة نعى فيها الفلسطيني آماله وأحلامه.
ولا زال يرددها دون خجل أو خوف – كل عام وأنت في يافا-امنية الخيال ، لكنها القوة الثائرة من قلب الموت -فلم يحن موعد قيامة البشر، ولا زال يوم.
ففي كل عام تطل علينا ذكرياتنا الفلسطينية ببريق جديد نامل ان تمسح فيه ألامنا وتتجدد فيها الآم الشعب المقهور فكل ذكرى للنكبة الفلسطينية تثبت بصماتها في عمر هذا الشعب، توقفنا وقفه المتألم المحتار، نعود للتساؤلات التي ترددت كثيرا:
أين نحن ؟ وهل صحيح ما يقال : إننا عائدون ؟
بكل الحسرة يتشتت الجواب كل عام أكثر وأكثر، ويبدو الجدار أمامنا اكبر، وغوره أعمق، فالمصاب أصاب الأهل والأصدقاء وأصبح شركاء الذكريات أكثر وأكثر , وتشبث غريب الدار بما قنص , ويتردد السؤال الجديد لأول ذكرى:
أين نحن ؟ وهل صحيح ما يقال : إننا لسنا عائدون ؟؟
إن ما حصل عما قريب هو ما حصل عما بعيد لكن زلزله وطئه عميقة وزادت الحيرة.
مخطئ وكاذب من لا يقر أننا أصبحنا ضياع، بكل التحدي أقف أمام كل حكام السياسة ليجيب احدهم : هل بقي الأمل ؟
أما زالت الطريق؟ لن يجيب احد، ولكني أجيب وأنا المظلوم أمام القاضي الظالم :
ما دام هناك سائل وسؤال , فلا بد من الجواب , فالسائل صاحب قضيه وإذا لم يجد الجواب سيبقى يسأل إلى إن يجده , ولن ينفعه أو يضيره ما سيحصل إن لم يكن هو بطل الحدث الذي يحدد النهاية التي يصبو إليها، إنها العودة التي لن يثني فلسطيني عنها شيء ولا احد.
إنها الأمل، والمستقبل، والأغنية التي لا يمحوها الزمان –عائدون- فقضية اللاجئين لا لبس فيها، فالنور لا يغطى بغربال.
إنني أتصور العالم بأسره قد أجمع على الحق المشروع لكل لاجئ في العودة إلى أرضه، لكني لا أتصور أن يتنازل من سلب الأرض عنها بمحض اختياره، وبالطريقة التي يسمونها ( الحل السياسي) بوضعه الحالي، والتي لم يستوعبها المحتل حتى الآن، وإذا ما استمر الإبقاء على هذا الواقع، وبقي المحتل وحيدا متجبراً في ميدان السياسة أمام الند المغلوب على أمره دون تدخل عالمي حقيقي، فلن يغرد طير فوق شجره حلم بها في يافا.