هيئة الأمم المتحدة في العين الفلسطينية
تختلف موازين التقييم من شخص لآخر ومن جهة لأخرى تبعا لاعتبارات متعددة تتعلق بايدولوجية التفكير والمكاسب والرغبات التي توضع على قائمة الأهداف التي سيتم تقييمها.
وتقييمنا كفلسطينيين لأي منظومة سياسية في العالم ترتبط بما تحققه من مكاسب ورغبات من تلك الجهة المستهدف وضعها في الميزان، أو على العكس من ذلك ، فنقول الخسائر والأضرار التي لحقت بنا جراء تحكمها أو الفشل والإحباط في توقعاتنا وأحكامنا المسبقة التي رمينا آمالنا تجاهها.
وبصدق القول ، إن احباطاتنا التاريخية كثيرة وكبيرة، فإذا لم ننتهج نهجا علميا في دراستنا لمنظومة كهيئة الأمم المتحدة ستأخذ بنا تلك الاحباطات إلى حد الاستهتار والاستهزاء بما سنبثه عن تلك الهيئة التي حملت في ثنايا أهدافها ما نتلهف أن تطبقه وتنفذه بأمانة الحاكم العادل وصدقه.
وهذا ينطبق على من شهد الواقع والوقائع في تاريخنا القريب منذ اليوم الأسود الأول الذي كان لا بد لنا أن ننظر فيه إلى الدعم والوساطة ، دعم الأخ ووساطة القريب ، توقعنا أن نعود إلى أرضنا بالوساطة فمنحنا خيمة وكرت مؤن، توقعنا أن ترفع عن رؤوسنا الرشاشات والصواريخ، فمنحنا دواء وصليب احمر، توقعنا العدالة فمنحنا الفيتو، فوقفنا وقفة المحتار الذي لم يجد لا دعما ولا وساطة.
إن نشأة الأمم المتحدة في نظري كفلسطيني هي ولادة الطفل الهرم بدون أم، ترضعه المرضعات، وتربيه الغريبات، تربية تبتعد كثيرا عن أخلاق وطبيعة الأب ، والآمال والتوقعات التي رسمها الأهل لها، لان من يحتاج الرضاعة والطعام من الغير وقع أسيرا له وابتعد عن حريته وشخصيته.
فهيئة الأمم المتحدة التي وضعت على أنها منظمة دولية جاءت بديلا عن عصبة الأمم التي حلت باندلاع الحرب العالمية الثانية ,وهذا من اجل التعاون بين الأمم على اختلاف أجناسها وقومياتها ومذاهبها الدينية ولتحقيق الأمن والسلم في العالم وضعت ضمن أهدافها:
حفظ الأمن والسلم الدوليين.
تشجيع العلاقات الودية بين الأمم.
تشجيع التعاون والتشاور الدولي.
حل المشاكل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية.
تعزيز احترام حقوق الإنسان.
تقديم المساعدات للدول النامية.
تامين حقوق الشعوب وحرياتها في تقرير المصير.
إننا في فلسطين نحتاج كل ما ورد سابقا فلنراجع هيئة الأمم ، فلنا حق لأننا دولة في هيئة الأمم.
وللحق العلمي فان العجز المعلن والمعترف لهيئة الأمم عالميا أنها عجزت في :
تحقيق السلم والأمن في كثير من دول العالم.
الازدواجية في تطبيق القرارات.
وصاية الولايات المتحدة على المنظمة.
تمتع الدول الكبار بحق الفيتو.
الفشل الكبير في نزع السلاح أو التخفيف من حدته.
الفشل في منع التجارب النووية.
عجزها في مكافحة الفقر والجوع والأمراض المعدية و الأمية والتلوث.
قراراتها غير إلزامية للدول الكبرى.
وهنا نستشهد بأقوال القادة والزعماء الفلسطينيين والعرب:
1- قال الرئيس ياسر عرفات عندما استخدمت أمريكا حق الفيتو:
هذا ليس أول فيتو ولن يكون الأخير، أهم شيء هو موقف هذه الجماهير الفلسطينية والعربية والدولية.
2- يقول العقيد معمر القذافي في خطابه في الأمم المتحدة:
لقد وقعت بعد قيام مجلس الأمن، 65 حربا كلها ضد العالم الثالث.. ضد الدول الصغيرة، إما قتال فيما بينها، أو عدوان من الدول الكبرى على الدول الصغيرة، ولم يقم مجلس الأمن بردع هذا العدوان خرقا للميثاق.
3- قال الرئيس صدام حسين:
إن قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ما هي إلا ألفاظ جوفاء ، ليس لها أي رصيد على أرض الواقع ، بل القوة المتغطرسة ، والمصلحة الأنانية ، هي التي تحدد شكل العلاقات الدولية.
4- يقول رئيس الليكود في مؤتمر هرتسيليا:
إنه لا يوجد أي حاجة لانتظار هيئة الأمم المتحدة لتمرير قرار في مجلس الأمن بفرض عقوبات على إيران.
5- يقول ارائيل شارون:
نحن لم نعترف بهيئة الأمم إلا يوما واحدا هو يوم اعترافها بإسرائيل.
إلا أن الامم المتحدة نجحت في :
التدخل الفوري والسريع لكل دولة أو منظمة معارضة لهيمنة الدول المتنفذة بقرار من مجلس الأمن.
مراقبة الأسلحة النووية والحد من إنتاجها للدول الصغيرة بحجة عدم تحكمها في استخدامها الصحيح.
اعترافها باستقلال العديد من شعوب العالم.
نجاحها في حل النزاعات بين الدول الصغرى فيما بينها.
وتقييمنا لكل ما ورد أن هيئة الأمم المتحدة تعاني من اضطراب في النظر ترى أحيانا وتعمى أحيانا أخرى.